الجمعة، 21 ديسمبر 2012

رؤية جديدة للتاريخ

رؤية جديدة للتاريخ :
تساءل البعض عن سبب زيارة البابا لرئيس الجمهورية و إنتظار مرسوم إعتماد الرسامة !
وهذا الأمر أساسى فى التاريخ الكنسى منذ دخول العرب مصر ولم ولن يتخلوا عنه مهما حدث لأنه يمثل لهم إحساس معين وفكرة من الصعب أن يتخلوا عنه
منذ الأيام الأولى للغزو وكان من شروط الرسامة أن يرى الحاكم المرشح للبطريركية و البعض كان يراه بعد الرسامة وكان الأمر الأهم هو دفع الرسوم المفروضة على الرسامة و القلة منهم أعفت الكنيسة من هذا الرسم كهبة أو منحة وكا ن يصدر المرسوم بإعتماده بطريرك للأقباط
( وللحق لم يتدخل أحد منهم فى إختيار البطريرك أو يفكر فى عزله حتى العصر الحديث )
وهذا مرسوم فى العصر المملوكى : (توقيع لبطرك النصارى اليعاقبة )
"أما بعد حمد الله الذي أظهر دين الإسلام على الدين كله وأصدر أمور الشرائع عن عقد شرعه وحله وصير حكم كل ملة راجعاً إلى حكم عدله والشهادة له بالوحدانية التي تدل على أ نه الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد وليس شيء كمثله والصلاة و السلام على سيدنا محمد أعظم أنبيائه وأكرم رسله وأشرف ولد آدم ونسله المصطفى في علم الله من قبله ووسيلته في التوراة من غرور الشيطان وخذله والذي أطفأ الله ببركته نار نمروذ عن إبراهيم وجعلها برداً وسلاماً وأجله من أجله وبشر به عيسى بن مريم عبد الله وابن أمته وأقر موسى بن عمران كليم الله بفضله وعلى آله الطيبين الطاهرين من فروع أصله وأصحابه سامعي قوله وتابعي سبله - فإن الله تعالى لما ارتضى الإسلام ديناً وأفضى بالملك إلينا وقضى لنا في البسيطة بسطة وتمكيناً وأمضى أوامرنا المطاعة بشمول اليمن شمالاً ويميناً - لم نزل نولي رعايانا الإحسان رعايةٍ وتوطينا ونديم لأهل الذمة منا ذمةً وتأميناً وكانت طائفة النصارى اليعاقبة بالديار المصرية لهم من حين الفتح عهد وذمام ووصية سابقة من سيدنا رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام ولابد من بطريرك يرجعون إليه في الأحكام ويجتمعون عليه في كل نقض وإبرام‏.‏
ولما كانت الحضرة السامية الشيخ الرئيس المبجل المكرم الكافي المعزز المفخر القديس شمس الرئاسة عماد بني المعمودية كنز الطائفة الصليبية اختيار الملوك والسلاطين     فلان         وفقه الله هو الذي تجرد وترهب وأجهد روحه وأتعب وصام عن المأكل والمشرب وساح فأبعد ومنع جفنه لذيذ المرقد ونهض في خدمة طائفته وجد وخفض لهم الجناح وبسط الخد وكف عنهم اليد واستحق فيهم التبجيل لما تميز به عليهم من معرفة أحكام الإنجيل وتفرد - اقتضى حسن الرأي الشريف أن نلقي إليه أمر هذه الفرقة ونفوض ونبدلهم عن بطريكهم المتوفى ونعوض‏.‏
فلذلك رسم بالأمر الشريف – لا برحت مراسمه مطاعة ومراحمه لإنزال أهل كرمها بيعتها مرعية غير مراعة - أن يقدم الشيخ شمس الرئاسة المذكور على الملة النصرانية اليعقوبية ويكون بطريركاً عليها على عادة من تقدمه وقاعدته بالديار المصرية والثغور المحروسة والجهات التي عادته بها الى آخر وقت  فليسلك سبيل السوا ولايملك نفسه الهوى وليتمسك بخوف الله تعالى إن فعل أو نوى أو أخبر عن الحواريين أو روى فالعليم مراقب والعظيم معاقب والحكيم أمر أولي العقول بالفكرة في العواقب والحاكم غدا بحقوق الخلق غداً يطالب والظلم في كل ملة حرام والعدل واجب فليستوف الإنصاف بين القوي والضعيف والحاضر والغائب وليقصد مصلحتهم وليعتمد نصيحتهم وليمض على مايدينون به بيوعهم وفسوحهم ومواريثهم وأنكحتهم وليقمع غاويهم وليسمع دعاويهم وليلزمهم من دينهم بما وجدوه و فطنوه واعتقدوه وليتبع سبيل المعدلة فلا يعدوها عائدة إليه أمور القسيسين والرهبان في جميع الديرة و الكنائس بسائر البلدان ولايعترض عليه فيما هو راجع إليه من هذا الشان‏.‏
ولايقدم منهم إلى رتبة إلا من استصلحه ولايرجح إلى منزلةٍ إلا من رشحه إليها ورجحه متبعاً في ذلك مابينه له العدل وأوضحه مرتجع الرتبة ممن لم تكن الصدور لتقدمته منشرحة مجمعاً لغيره في الإيراد والإصدار على اعتماد المصلحة وقد أوضحنا له ولهم سبيل النجاة فليقتفوه وعرفناهم بالصواب والخيرة لهم إن عرفوه وليسأل الله ربه السلامة فيما لم يفعل وبه يفوه والعلامة الشريفة أعلاه‏. "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق