الاثنين، 17 ديسمبر 2012

من أجمل ما قرأت : الاعتراف : كيف أصبح الفاجر قديسا !! ( 1 )

الاعتراف : كيف أصبح الفاجر قديسا !!
لما أستدعى " فرنسوا موشا "  للذهاب مع "  شارل سان تر "  أخى ملك فرنسا الى " توسكانى "  تلبية لدعوة البابا " بونيفاتشى " اضطر أن يوكل رجلا على أعماله للحصول على ديونه الكثيرة المستحقة له على عملائه البرجونيين المشهورين بالمماطلة وسوء الخلق فلم يجد اكفأ من " شابليت "  الذى كان مستهترا فاجرا عرف بين الناس بفساد الذمة فكان يتطوع لنصرة الباطل بلا أجر فلا يحتاج شاهد زور حتى يجده على أتم إستعداد
و انتهز فرصة خوف الناس من حلف اليمين فاستغلها لكسب القضايا مادام لا يجد فى نفسه حرجا فى أن يقسم بمحرجات الإيمان أمام القضاة و لم يكن أبهج إلى نفسه من أن يلقى بذور الشقاق والتفرقة بين الأسر و أن يرى جاره يقاسى ألوان العذاب , و أن يكون هو مصدر هذه المحن . وكان يسخر من الآيات السماوية لا يعرف للكنيسة بابا ولا تطأ قدماه غير أماكن الفجور والدعارة  يقترف أكبر الموبقات بنفس مطمئنة راضية مرتاحة شرها مدمنا على الخمر والقمار . وجماع القول أنه كان شر مخلوق عرفه العالم .
ولم يكد يرحل السيد " موشا " إلى ايطاليا حتى سافر الشقى " شابليت "  الى " ديجون " لمباشرة وظيفته ونزل ضيفا عند شخصين مرابين من أهالى " فلورنسا " ولم تمض عليه أيام حتى انتابه مرض الموت فلما رأى الاخوان ذلك قلقا أشد القلق فانتحيا مكانا قريبا من حجرته وتشاورا فى الموقف وفى ماذا يقول الناس عنهما لكونهما يأويان مجرما أيما نظير هذا الرجل عندما يبوح للقسيس بآثامه الكثيرة و أى قسيس يسمع منه إعترافه ثم يمنحه الغفران أو يسمح بدفنه و ان كتمنا أمره ومات - دون أن يعترف - لم نستطع دفنه ولم نخلص من لوم الناس جميعا .
سمع الشقى المريض حوارهما فاستدعاهما وقال : لا تخشيا شيئا فانا اقترفت أشنع الآثام ولم أدع منكرا إلا أتيته فهل يعجزنى أن أختمها أيضا كما بدأتها ! فاسرعا بإحضار القسيس فلن يحدث إلا ما يسركما  
فاحضر القسيس وجلس بجانبه وقال : هل إعترفت بخطاياك قبل الآن ؟
الشقى : إعلم يا أبانا أنى تعودت الاعتراف بخطاياى مرة فى كل إسبوع إلا أن المرض هذه المرة قد عاقنى عن ذلك فمرت بى ثمانية أيام لم أعترف فى خلالها .
فقال له القسيس : حسن جدا يا ولدى , أنى أبشرك بمغفرة من اللـه ورحمته , و أن هذه المدة قصيرة 
الشقى : آه .... لا تقل ذلك يا أبانا فلن يطمئن قلبى حتى أبوح لك بآثامى الكثيرة , ولا تأخذنك بى شفقة على ضعفى لأنه هين على أن أضحى بجسمى المنهوك فى سبيل إنقاذ روحى وتطهيرها من الارجاس !


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق