السبت، 15 أغسطس 2020

ذكريات فى الخدمة : ذات وجه طفولى هادىء

ذكريات فى الخدمة :
ذات وجه طفولى هادىء:
مازلت أتذكرها جيدا رغم لقائى بها فى بداية خدمتى , كنت اراها دائما فى افتقادى لاخيها كانت تقف من بعيد تراقب فى صمت كنت ارى فى وجهها الهادى لمحة حزن كأنها تتسأل : متى سيأتى من يفتقدنى أنا أيضا , و يكلمنى ويحس بوجودى !!!
كان مصيرها مثل كثيرون من سكان تلك المنطقة العشوائية , لا اعرف اسمها فكانت امها تناديها دائما بصفات لا داعى لذكرها , كانت تعمل دائما فى البيت لا تطيق امها ان تراها مستريحة , تلبس دائما ملابس قديمة لاتغيرها الا نادرا مما جعلنى اتسأل اين تذهب ملابس العيد التى توزعها الكنيسة , نعطيهم هدوم خروج و هم لا يخرجون ياريت نهدم بحاجات البيت أيضا إذا سمحت الامهات بذلك و اعطوها لاولادهم , فى تلك البيئة العشوائية لا تشعر أبدا بانوثتها , حتى فى اوقاتها الخاصة تخشى من يتلصص عليها , ترى الاخريات حولها و تقارن نفسها بهن
و إذا سرحت بخيالها فى فتى احلامها تخشى ان يأتى اليها من نفس المنطقة و يبقيها بها و تبدل امها بام اخرى ربما تكون اقسى منها , تحلم بمكان خاص خارج تلك المنطقة , ربما تغريها كلمات الحب و الاهتمام و الوعود الخادعة من شخص ماكر
لا اعرف لماذا جاءت فى خاطرى تلك الايام ارجو ان تكون بخير
و غدا قصة شاب اخر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق