عفوا يا أمى الحبيبة :
جلست افكر فى تلك الامراة التى ظلت فى الم طوال اثنى عشر
عاما و ليس ذلك فقط بل ذاقت الفشل على يد
اطباء كثيرون استنزفوا اموالها بلا فائدة لم تستطع ان تحيا حياة طبيعية اثنى عشر
عاما و لكن ...
فى صبيحة ذلك اليوم عندما سمعت بقدوم يسوع اسرعت لتلاقيه
ليس لتشكو لها المها و لكن قالت المس هدب ثوبه فقط ساشفى يا لهذا الايمان العظيم و
الثقة التى لا حدود لها و قد نالت حسب ايمانها
رغم كل الزحام و الكل ليس فقط يلمسونه بل يمسكون به و
يرونه وجها لوجه و لكن واحدة فقط نالت الشفاء , بلمس هدب ثوبه فقط و أعلن رب المجد
عظمة إيمانها
ربما يقول البعض انه ثوب السيد المسيح !!! فماذا يقولون
عن عصائب و اربطة بولس الرسول الذى كان يئن من مرضه , كانت تلك العصائب تشفى
الكثيرين لماذا؟
الإيمان, هو سر حياتنا , كل الامور من ايقونات و زيت و
شموع هى مجرد ادوات تنقل لنا الشفاء الذى نناله بالايمان , لها احترامها لانها من
ترتيب رب المجد و الكنيسة على مر العصور
قال رب المجد إن كان لكم إيمان مثل حبة خردل كنتم تقولون
لذلك الجبل انتقل من هنا الى ههنا !!! و اتخذ اعداء الكنيسة تلك الاية حجة ضدنا و
تسائلوا الا يوجد بين الاقباط من له ايمان مثل حبة خردل؟؟؟؟ لينقل لنا الجبال؟
و اختار الرب انسان بسيط يدعى سمعان له ايمان مثل حبة
خردل يتم المعجزة على يديه , الرب يكرم اولاده, فنحن صورة السيد المسيح السنا بنين
و الهة كما يقولون !!!
فى ليلة خميس العهد تناول التلاميذ جسد الرب و دمه من يد
الرب نفسه و لكن بعد ساعات قليلة انكروه جميعا و هربوا من الخوف . الم يعطيهم جسد
الرب و دمه قوة ليقفوا معه !!! لم يكن إيمانهم مثل حبة الخردل بعد
الكل يتزاحم ليتناول جسد الرب و دمه و لكن من ينالون ما
يريدون قليلون , ليس فقط الامور الجسدية او النفسية بل و الروحية ايضا , كثيرون
يتناولون كما لقوم عادة
ليس لهم إيمان مثل حبة الخردل
لماذ نذكر تلك الامور؟
للاسف رأيت فى تلك الايام من يسخر ممن يأخذون بركة من
الايقونات او اجساد القديسين و يعتبرون تلك الامور خرافات و ضد الايمان حسب فكرهم
الخاص , ربما يوجد من يستغل ذلك للتجارة او لامور اخرى فالامر يحتاج تنظيم و لكن
.....
هولاء الاقباط البسطاء الذين تسخرون منهم ربما يكون عندهم
ايمان مثل حبة خردل و ينالون ما يريدون , لم ارى منهم واحد تقاعس عن التناول من
جسد الرب و دمه يوما بحجة انه ولع شمعة او اخذ بركة من جسد احد القديسين, لم
يخلطوا بين الامور مثل كثيرون, كانت عقيدتهم واضحة و بسيطة كما استلموها من ابائهم
انا اعرف كثيرون و منهم أنا سيعترفون انه لولا بساطة
إيمان أبائهم و علاقتهم بالقديسين ماكانوا ليكونوا موجودين الان بيننا , و أخشى
إذا سألت اباء هولاء الساخرين عن تلك الامور فيقولوا لولا القديس الفلانى مكنش
هيكونوا موجودين
ذلك الايمان البسيط لماذا تريدون تشويهه؟
يا أخى عندما تدخل الكنيسة مش ضروروى تسلم على الايقونات
او تولع شمعة !!! لو خايف على صورتك امام الاخرين كرجل علم و استاذ او
دكتور!!! ليس لك إيمان مثل هولاء لا تفعل
متلهم !! من جعلك رقيبا على إيمانهم ؟
أخشى إذا سألكم أحدا يوما , هل لكم إيمان لنقل الجبال ؟
تقولون هذه امور رمزية ضد العلم و العقل و ليس فى إيماننا ما هو ضد العقل و العلم
!!!!!
كونوا بسطاء مثل تلك المراة نازفة الدم !!!
للحديث بقية........