قصة الشعب الغريب
الباب الخامس : لقطات
الباب الخامس : لقطات
| الإنتفاضة |
| ( أخر محاولة ) بسم اللـه القوى - هل سمعت يا أبى عما حدث فى الريف فقد قام بعض من الأقباط بإخراج إبنهم من السجن ليلا بعد أن أمر القاضى بحبسه - ولماذا حبسه ماذا كانت تهمته ؟ - قد إشتكاه البعض بأن جده كان مسلما , فأمر القاضى بأن يترك دينه ليدخل دينهم وإلا يقتل ولما رفض ألقوه فى السجن , فقام أهله وأخرجوه ولكن ثار المسلمون جدا وأعتدوا على الأقباط والكنيسة وسلبوها ونبشوا القبور وأحرقوا الجثث وقد إشتكى الأقباط للسلطان فأمر بعزل القاضى وقد سمعت أن آحد الشيوخ إعترض على عزله ومحاكمته من أجل إذلال الأقباط - نشكر اللـه على عظيم عمله , يوجد الآن الكثير من هؤلاء المشايخ بأفكارهم المسمومة ضدنا , لا أحد يعلم ماذا يدبرون لنا مرة أخرى بعد الأحداث الماضية التى لاتنسى , ولهم تأثير على بعض الولاة والقضاة و أحيانا السلاطين - كانت أياما صعبة فى الماضى , أعتقد يا أبى أن هذه أول مرة يقوم الأقباط بهذا الأمر , ويدافعوا عن حريتهم ؟ - لقد إنتفض الأقباط كثيرا من قبل فى أيام الأمويون والعباسيون , ولكنها كانت ثورات محدودة فى المكان والزمان والأشخاص وقد كانت أهمهم ثورة أهل البشموريين التى إستمرت فترة من الزمن - لماذا كانت محدودة وما أهدافها ومانتيجة ذلك علينا ؟ - كل تلك الثورات إنتهت بمذابح وإبادة لأهل تلك المناطق وبالأخص البشموريين و قد قال لىّ أحدهم أحد الأراء التى قالها أحد علمائهم يصف ماحدث من الأقباط فى أحد كتاباته فقال " حينئذ أذل اللـه القبط فى جميع أرض مصر وخذل شوكتهم فلم يقدر أحد منهم على الخروج ولا القيام على السلطان " , مرة أنتفضوا من أجل ظلم الولاة فى قياس الأراضى وزيادة الخراج ومن أجل الشدة فى جمع الجزية فى كورة قربيط , الحوف , سمنود , ورشيد , وسخا , بلهيب والبشموريين التى إستمرت من أواخر أيام الأمويون حتى تولى العباسيون البلاد لفترة طويلة حتى تم القضاء عليهم وبيعوا وسبى أكثرهم ومن بعدها لم يقم الأقباط بأى إنتفاضة ضد السلطان - الأحظ يا أبى أن كلها كانت فى الأرياف ولا يوجد مثلها هنا فى الصعيد , ولماذا فشلت بهذه الصورة ؟ - قد لاحظت ذلك أيضا ولكن ربما حدث ذلك ولم يذكره التاريخ لنا لأسباب كثيرة , ولكن فشلت تلك الثورات لأنه لم يكن لها ترتيب مسبق بل كانت رد فعل لما يحدث لهم من ذل ومهانة وبعضها كان بالإشتراك مع بعض من الشعب الغريب ضد ظلم الولاة , كانت لهدف محدد وهو رفض الظلم وكان الرد من الولاة والحكام هو الإبادة , لم يكن هدف تلك الثورات هو البحث عن الحرية أو الإستقلال فهذا أمر نساه الأقباط منذ زمان طويل - هل حاول أجدادنا البحث عن الحرية من قبل ولماذا الفشل دائما ؟ - منذ أيام الروم تقوم بعض الثورات بحثا عن الحرية وللتخلص من الظلم وقد فشلت جميعا كما ترى , لماذا ؟ سؤال يحيرنى كثيرا عندما أفكر فى هذا الموضوع لقد فقدنا حريتنا منذ زمان طويل جدا , لم يعد يحكمنا أحد منا , كما تنبأ حزقيال النبى عن هذا الأمر عقاب من اللـه ولكن هل هذا عقاب مستمر لأخر الأيام ربما - وهل يوجد عقاب للأبد ؟ فحزقيال أيضا تنبأ عن مصر أن تكون أحقر الممالك , وهل كان لهذا أثر سلبى على الأقباط ؟ هل فقدنا روح الثورة والرغبة فى التغيير والحياة الأفضل ؟ - هذا سؤال لا أعرف له إجابة ! ولكن أعتقد أن المشكلة فى داخلنا نحن , قد نسينا من نحن ؟ نسل الفراعنة العظام , روح الإنكسار فى داخلنا وليست بسبب إيماننا , نحتاج أن نؤمن بقوة الرب يسوع ونسلم أنفسنا فى يديه ثم نتحرك بحكمة الأقباط لننال حقوقنا ! لدى بعض الأوراق عن تلك النبوات , ربما يوما ما نقرأها سويا - أتمنى ذلك يا أبى , لنرجع لما حدث , لماذا فشلت تلك الثورات ؟ - كما قلت لك كانت تلك الثورات تقوم فى أماكن محددة لم تنتشر فى كل البلاد , ولا يوجد فى بلادنا قائد يقود الأقباط فى كل أنحاء مصر نحو الحرية , لا يوجد فرعون مصرى , ولاتنسى أن الأقباط ليس لديهم القدرة على القتال فلم يتدربوا عليه منذ زمان طويل وليس لديهم السلاح ليتدربوا عليه , يوجد شىء مفقود لدينا , و أعتقد الآن قد إختلفت كل الأمور فنحن صرنا أقلية فى العدد والثروة ولكن ربما نشترك فى حكم بلادنا بصورة ما فى المستقبل من يدرى - وأباء الكنيسة أين دورهم فى تلك الأمور ؟ - ليس هدف الكنيسة أن تقود شعبها للحرب أو القتال كما فعل الأفرنج أيام آل أيوب بل للحياة السمائية , لفترة من الزمن كانت الكنيسة مسئولة عن تدبير أمور أولادها أمام السلاطين بأوامر منهم لأنهم غرباء عن البلاد وكان الأراخنة يقومون بتدبير هذه الأمور , ولكن كان الحكام يقومون بتقسيم البلاد وفصلها عن بعضها حتى لايكون هناك وحدة بينهم , فنحن لا ندرى عما يحدث فى الريف فى الشمال بل نسمع فقط وليس لنا شركة معهم بصورة قوية , والكنيسة تصلى دائما من أجل هؤلاء الرؤساء لكى يعطينا الرب رحمة فى عيونهم وكان اللـه يستجيب دائما , ولاتنسى أن لبعضنا دور كبير فى بعض مصائبنا بسعيهم دائما لشهوات العالم السلطة والمال - ولكن يا أبى كان من الممكن للكنيسة أن تقوم بدور أكبر فى هذه الثورات ؟ - للأباء حكمة روحية فى هذا الأمر فهم ينظرون للأمور بنظرة شاملة وليس تحت أقدامنا فقط بل للمستقبل , فكل تلك الثورات كانت نتيجتها معروفة وهى الفشل والخراب لأننا أصبحنا محاصرين منهم من كل جانب وللأسباب التى ذكرتها سابقا ولكن كانت المشكلة الأكبر فى العنف الشديد من جانب الولاة كان يمكن أن تحل تلك الأمور بسلام وهذا ما كان الأباء يسعون إليه , نحن لا نعرف القتال ولا نعرف سوى الإحتجاج السلمى الذى ربما يحنن قلوب المتولين علينا أحيانا , ألا تذكر ماسمعنا عنه منذ فترة عندما جاء كثيرون ممن إرتدوا للولاة وأرادوا العودة لديانتهم الحقيقية كيف ذبحوهم فى الميدان بصورة بشعة , إنهم شعب عنيف جدا , ربما صدق ماقاله أحدهم " قد ذل الأقباط " ولكن ربما ذلك جسديا ولكن أرواحنا مازالت حرة ولن تذل أبدا - إحكى لى عن ثورة البشموريين يا أبى ؟ - سأحضر لك بعض الأوراق التى تتحدث عن تلك الثورة غدا |
| *********************************************** - عثر على تلك الورقة ضمن الأوراق التى كتبت باللغة العربية فقط - تشير لأحداث تمت فى عهد البابا يوحنا الـ 83 - توجد أيضا أوراق عن ثورة البشموريين - وتوجد أوراق عن مصر فى نبوات الكتاب المقدس وأيضا مصر فى كتابات بعض المؤرخين القدماء - نبؤة حزقيال 29: 14,15 " وأرد سبى مصر وأرجعهم إلى أرض ميلادهم ويكونون هناك مملكة حقيرة , تكون أحقر الممالك فلا ترتفع بعد على الأمم وأقللهم لكيلا يتسلطوا على الأمم " - نبوة حزقيال 30 : 13 " هكذا قال السيد الرب وأبيد الأصنام وأبطل الأوثان من نوف و ولايكون بعد رئيس من أرض مصر وألقى الرعب فى أرض مصر " - المؤرخ العربى هو المقريزى فى كتابه " المواعظ والإعتبار " الجزء الأول - هذه الورقة هى أراء شخصية لكاتبها ولم يذكر أسمه ولا أعتقد أنها كانت رأى عام فى تلك الفترة _________________________ |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق