الاثنين، 26 سبتمبر 2011

قصة الشعب الغريب ( 6 )

قصة الشعب الغريب 
الباب الخامس : لقطات

العوام

( من أحداث التاريخ )

بسم اللـه القوى

-          لم أنم تلك الليلة بسبب ما سمعته من إبن عمى عما حدث فى بلدته دميرة من أحداث فى الفترة الماضية وظللت أفكر فيما يحدث لنا منذ تولى الغز الأكراد البلاد وأدعو الرب أن ينجينا سريعا من تلك الأيام
-          كانت الأيام السابقة لتلك الدولة تحمل بذار لما يحدث الآن من حروب الأفرنج وتولى الأرمن الكثير من المناصب وتجديد الكثير من الكنائس الذى على مايبدو أثار غيظ الكثير منهم
-          حكى لى إبن عمى فى زيارته السابقة عما حدث لكنيسة بلدته دميرة , كنيسة الست العذراء , فهى كنيسة كبيرة بها أعمدة رخام , ولكن قام المسلمون بهدمها وجعلت مسجدا وكان هذا الأمر بسبب شخص يدعى أحمد إبن شكر وهومشرف الديوان فى البلدة وقد عمر حماما أمام البيعة
-          ويبدو أن وجود الكنيسة أمام حمامه لم يعجبه لسبب ما فى نفسه , فأخذ يتحيل لهدمها ويحرض أهل البلدة من المسلمون وعوام الناس منهم وقاموا بهدمها , فإشتكى النصارى للسلطان وقد كان إبن عمى من الذين جاءوا لهذا الأمر و قد أعطاهم السلطان مرسوما لإقامتها كما كانت ولكنه لم ينفذ
-          وهذا ما قاله لى إبن عمى فى تلك الزيارة , المرسوم السلطانى لم ينفذ لأن أولاد شكر منعوهم وأثاروا عليهم العوام من المسلمين ولم ينفذ المرسوم خوفا من العوام وهياجهم و لقد تجرأ علينا العوام وزادوا فى طغيانهم ولا يوجد من يردعهم
-          وكيف يوجد من يردعهم وينفذ المرسوم السلطانى وهذه الدولة قامت بما هو أكثر من ذلك , لبغضهم للنصرانية , ويبدو أن حروبهم مع الأفرنج وإنتصارهم فى أغلب الأحيان قد زادتهم قسوة علينا , فمنذ بداية حكمهم فعلوا بنا الكثير
-          عندما تولى شيركوه الوزارة بعد أول شهر من حكمه أمر ان يلتزم النصارى بالزى كما شرطوا علينا , وخليفته صلاح الدين كن لقبه " الملك الناصر صلاح الدنيا والدين سلطان الإسلام والمسلمين جامع الإيمان , قامع عبدة الصلبان , محيى دولة أمير المؤمنين "
-          وقد حارب الأفرنج وإنتصر عليهم فى مواقع كثيرة وإسترد منهم أورشليم المدينة المقدسة وقد سمعنا رسائله التى أرسلها من هناك ويقول فيها " إستقر الإسلام فيها بوطنه وعاد إلى سكنه ورجع جوهره فيها إلى معدنه , قام المؤذن مكان النواقيس معلنا كلمة التوحيد , زالت سمة الصلبان من جهاتها وأنحائها , أحمد اللـه على تغيير البيع والصوامع بالمساجد والجوامع , وتبديل النواقيس بالتأذين والتقديس , وتحويل تعظيم صليب المصلوب بتمجيد الحى الذى لايموت "
-          وكان هذا مجرد تعبير عن أرائه وأفكاره جهتنا , أما الفعل فقد أصدر أوامر فى بداية ملكه بنزع الصلبان من فوق كل الكنائس و أن تليس كل الكنائس البيضاء بالطين الأسود من الخارج و أن لايدق ناقوس فى مصر ولايدور النصارى بالزيتونة خارج الكنائس فى آى مدينة أو قرية كالعادة الأولى وقد منعنا نحن هنا فى حارة زويلة من ذلك وسمعت أن فى الأسكندرية أيضا حدث ذلك ( المقر البطريركى فى القاهرة والأسكندرية )
-          بجانب أن يلتزم النصارى زيهم ليعرفوا من المسلمين وأن يشدوا الزنانير على وسطهم ويركبوا الحمير فقط ولايشربون الخمر جهارا و أن يخفضوا أصواتهم فى الصلاة
-          مما طمع أوباش المسلمين فينا وأهانوا النصارى وطغوا عليهم فى هدم الكنائس وتحويل الكثير منها لمساجد مثل ما حدث فى دميرة وطمبدى والكثير أيضا
-          مثل كنيسة العذراء فى الحسينية والمطرية و مارجرجس بشطا وتادرس بإبيوهة وأرميا النبى فة الأسكندرية و أبوفام بسمالوط والعذراء بأسوان وكثير منها نهبت أعمدته وهدمت لبناء مساجد او قصور للولاة كما فعل مقطع السلطان فى نواحى مليج و طندتا
-          ولم يكن العوام فقط الذين يقومون بهدم الكنائس بل السلطان أيضا فقد هدمت كنائس كثيرة وأخذت أحجارها لتحصين دمياط مثل كنيسة العذراء باتريب وكنائس المحلة وشبرا دمسيس ودملوا وسنهور وطلخا ودمياط وغيرهم الكثير ومنعوا الرهبان من أوقاف الأديرة وفرضوا عليهم الجزية هم وكهنة الأسكندرية
-          بجانب أيضا ماقاموا به تجاه باقى المسيحيون أخوتنا فى الإيمان فقد قتلوا الكثير من الأرمن الذين كانوا فى مصر إنتقاما من الوزراء السابقين , وفى النوبة سمعنا أنهم حرقوا الصليب و أذنوا على الكنائس وباعوا الأسقف فى الأسرى , وقتلوا كل الخنازير التى يقتات منها النوبيون
-          وكنيسة القيامة فتحوها للزيارة فقط لجلب المال من رسوم الزيارة وسمعنا عن هدم العوام للكنائس فى دمشق لكل الطوائف المسيحية الملكانيون والنساطرة
-          السلاطين يدوسون علينا ويتركوا العوام يطغون علينا
-          كيف يأتى النوم والنصارى فى تلك الحال , لا يعرفون من أين ستأتى الضربة القادمة من السلطان أم من العوام
-          الرب ينجينا بصلوات القديسين . أمين أمين

( كتب فى هامش أسفل الورقة  , ويبدو أنه كتابة أحدث قليلا مما سبق )
-          ولكن بصلوات أبينا البطريرك أصلح اللـه قلبه فى أواخر أيامه بعد عودته من الحرب الأخيرة وعمل الهدنة مع ملك الإنكتار فقرب النصارى و أعاد إستخدامهم فى الديوان وصار منهم كتبته
-          فركبوا الخيل والبغال ولبسوا الثياب المفرحة وساروا معه فى الغزوات كتاب ديوانه وكتاب أهله وأقاربه , وحفظ كل منهم حرمة كاتبه فصار لكلمتهم جمال , مال وجاه ونفاذ كلمة وعز
-          ونقل اللـه بصبرهم وصلوات بطريركهم ورجوعهم إلى اللـه وطاعتهم لرئيسهم , ذلهم إلى عز و إهانتهم إلى كرامة وبغضهم إلى محبة وضعفهم إلى قوة
-          وأكثروا من الصدقات ولازموا الصلوات وتشبهوا ببعضهم البعض فى المسارعة لعمل الخيرات , فنمت أرزاقهم وصحت أجسامهم وكثرت بنوهم وبناتهم وخزائنهم من خيراتهم
-          وصلحت أمورهم وطابت قلوبهم وإنشرحت صدورهم وعلت كلمتهم عند سلطانهم فرمموا بيعهم وفتحت لإقامة صلواتهم والدعاء للـه بسلامة سلطانهم , بكتبه لولاة الأعمال رموا ماكان وهى وبنوا ماكان هدم وعادت الأمور إلى ماكانت عليه من السلامة
-          وقد رضى اللـه عن شعبه بصلوات أبينا البطريرك وهم محفوظين ولم يهلك منهم إلا إبن الهلاك
-          ونحن بصلواته محفوظين وبعين السلامة والكفاية من اللـه ملحوظين أمين أمين

( كتب فى ظهر أحد الأوراق )
-          ولكن دوام الحال من المحال مع عودة الحروب مع الأفرنج وهجومهم على الديار المصرية ,  وصراعهم مع بعض على السلطان فى مصر والشام
-          زاد العوام فى ظلمهم لنا وأصبح النصارى لا يجدون منقذا من السلاطين أو من العوام أو من الأفرنج الكل كان يسعى لهدم ماقد بنى أو ترمم
-          وقد تولى أحد أولاد بنى شكر القضاة , وصارت حالة البلاد سيئة بسبب مجاعة قد حدثت


***********************************************
-         هذه الورقة ضمن الكتابات باللغة العربية
-         هذه الأحداث فى عهد البابا مرقس الـ 73
-         الدولة المشار إليها هى الدولة الأيوبية وحربها مع الأفرنج
-         ملك الإنكتار هو ريتشارد ملك إنجلترا
-         الجزء الذى كتب فى الهامش منقول من تاريخ البطاركة سيرة البابا مرقس الـ 73
_________________________

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق