أنا إنسان
كثيرون إبتهجوا بما حدث فى تونس وفرحنا بما قام به غيرنا ونحن مازلنا " محلك سر "
ولكن ما شدنى فى تلك الأحداث موقف واحد
أن هذا الشاب الذى أحرق نفسه , أهين من ضابطة شرطة ولم يجد من يعيد إليه كرامته لأنه أشتكى المتهم لشريكه
وأتسأل أين هى الآن ؟ هل هربت خوفا من العقاب , أم مازالت تهين الأخرين أم نالها شىء ما ؟ لا أعرف
ولكن قام الشعب التونسى يبحث عن ذاته , يريد أن يكون إنسان , تتعامل معه الحكومة كإنسان وليس شىء
وأتسأل مرة أخرى إذا حدث فى بلادنا نفس الأحداث , كم شخص سيهرب خوفا من إنتقام المظلوم ؟
الإنسان الذى فقد كرامته و أهين أمام الأخرين وربما أمام عائلته وربما أمام نفسه فقط ولم يجد من يعيد له كرامته
ربما ليس من رجال الحكومة فقط بل أيضا من كل من يتحكم فى حياته من صاحب العمل إلى صاحب الفرن
كل من يجلس على كرسى , يعتقد أنه ملك والأخرون عبيدا يخدمونه
ياترى من سيهرب رجل شرطة أم موظف أم حوت إستيراد أم نسيب ....... أم من ؟
ويظل السؤال , أين الإنسان ؟
وأخشى أن تكون تلك الروح بيننا أيضا , لينظر كل آحد داخل نفسه , هل ينظر للآخر أنه " إنسان "
والخوف أن تكون داخل الكنيسة أيضا , نصرخ أمام اللـه " سامحنى أنا إنسان و أنت طبعك الحنان " ونحن لا ننظر للآخر كإنسان ولانتعامل معه على هذا الأساس
ياترى كم طفل سيقف أمام والديه ويقول أنا إنسان
وكم فتاة ستقف أمام شاب وتقول له أنا إنسان
وكم شاب سيقف أمام معلميه ويقول أنا إنسان وياترى كم إنسان سيصرخ فى الكنيسة ويقول أنا إنسان , عاملونى كإنسان
والخطر أن يهرب خدام الكنيسة من أمام وجوههم فى ذلك الوقت خوفا أو خجلا
نتصارع على ملذات العالم وشهوات نفوسنا وننسى إننا " إنسان " و الآخر أيضا " إنسان "
أعتذر لكل إنسان يوما ما نظرت إليه أو تعاملت معه على أنه " شىء " وليس " إنسان "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق