خدمة الاخ الاكبر
منذ فترة حدثت امور فى الكنيسة خاصة بانسان أخطأ و نال عقابه و تاب , لن أتحدث عن تلك الامور مرة أخرى و لكن ما استفزنى فى ذلك الموضوع و جعل يدى تكتب هو تعليقات صدرت من بعض الرعاة و الخدام و الخادمات, فى رأيى تدمر مفهوم الخدمة كما تعلمناها و تجعلنا نخدم خدمة الاخ الاكبر و ليست خدمة الاب الحنون المحب لاولاده
ساكتب بعض تلك الاراء لاتعلم منها كيف أخدم , فبعد تلك السنين أرى اننى محتاج أن اتعلم كيف أخدم أولاد اللـه, أخوتى فى المسيح
الابن الاكبر رفض اخوه و قال لابيه "إبنك هذا" و ليس أخى!!!, رفض أن يفرح بعودة أخيه!!!, ربما خاف على ميراثه او صورته بين الناس شعر بالعار من أخيه رفضه
و لكن الاب يعيد الامور لصوابها " أخوك" " ينبغى ان نفرح و نسر" "كان ميتا و عاش و كان ضالا ووجد", وأيضا يؤكد عدله "كل ما لى هو لك" لن أخذ ميراثك و أعطيه له , لقد أضاع أخوك ميراثه و لكن لم يضيع بنوته , فهو إبنى مهما فعل و أخوك و لو أنكرت ذلك
تلك هى رؤية الاب فما هى رؤية رعاة و خدام تلك الايام ؟
1- "ناقص يقولوا ده فى حضن المسيح زيه زى......." ,
قول لم أصدق عيناى و هى تقرأه, و تسألت أين تريد يا خادم المسيح أن يكون؟ فى حضن من؟ حضن إبليس تريد أن تراه فى نار الجحيم!!! ,
لماذا تغلقون حضن المسيح امام الخطاة؟ ,
ماذا سيدور فى فكر الخطاة عندما يرونكم تفكرون بهذا الامور ,
هل تقولون لهم حتى و لو تبتم فلن يقبلكم!!!
حاشا حضن السيد المسيح مفتوح لكل إنسان يتوب و باب الكنيسة لن يغلق أبدا فى وجه أى خاطىء يتوب و يرجع , قاتل زانى سارق ملحد أى من كان , صوت الرب ينادى تعالوا إلى حضنى مفتوح على الدوام على الصليب ,
إنسان أخطا و نال عقابه و تاب بشهادة اب الاعتراف و اخرين كيف تغلقون باب السماء امامه , من جعلكم حراس للملكوت ,
للاسف وقفنا على باب السماء نقرر من يدخل و من لا يدخل و يذهب للجحيم
و ليس الامر هكذا فقط بل ايضا اصبحنا نحدد مكان كل واحد فى السماء ده سبع اكاليل درجة اولى ده خمس اكاليل درجة تانية ده ثلاث اكاليل درجة تالتة ده اكليل واحد درجة مميزة ده معندوش اكاليل ارموه عند الابواب او يجلس تحت الارجل
أخدنا دور اللـه مثل الرسل من يجلس عن يمينك و شمالك؟
اللـه عادل "فى بيت أبى منازل كثيرة" و " نجم يمتاز عن نجم فى المجد" و لكن الكل سواسية فى دخول الملكوت , اصحاب الساعة الاولى مع اصحاب الساعة الحادية عشر
2- "ربنا بس اللى يعرف لو كان تاب" , احنا منعرفش لو كان تاب و لا لا!!! ,
اقمنا انفسنا قضاة للاخرين , نحكم من تاب ام لا , ياريت نكون مثل سيدنا الذى قال "لم أتى لكى أدين بل لأخلص"
هدفك كخادم تسعى كسفير للمسيح تدعو الناس للتوبة و ليس لكى تدين من تاب و من لم يتب "اولون أخرون و أخرون اولون" و لا تنسى يهوذا و اللص اليمين !!!,
ليس دورك ان تحكم على النيات و الافكار , دورك فقط ان تقبل كل من يقبل الى بيت ابيك و حضن ابيك, دورك ان تقبل كل انسان لانه أخوك , تحزن اذا ضعف و سقط و تفرح لتوبته و رجوعه ,
و أخرون شبهوه بيهوذا كأنه ليس له رجاء فى المسيح, لماذا لم تتب يا يهوذا؟ كنا دلوقتى لغينا لحن "يهوذا مخالف الناموس" علشان الناس اللى بتكره الالحان و أتسأل إذا كان عاد يهوذا و تاب , هل كان سيقبله رب المجد ؟ بالتأكيد سيقبله فهو لا يرفض أحدا , فالان عندما يأتى تائب نرفضه و نقول مين يضمن انه تاب ؟ ,
الكنيسة عندما تصلى على المنتقل, تسلم الى الرب الامانة التى استلمتها يوم المعمودية تحاللـه من خطاياه و تترك الحكم للرب, و لكنها لا تحكم عليه او تدينه او تقول للرب "بس احنا مش عافين تاب و لا لا لكن ياريت تسامحه" بس فى الموضوه ده فى ناس قالت "ياريت متسامحوش" ربنا يسامحنا
3- "كان المفروض يدفن بالليل من غير إحتفال لانه مجرم" ,
دى احكام العالم , لكن للكنيسة أحكام أخرى "السماء تفرح بخاطى واحد يتوب " الكنيسة تفرح باولادها و تودعهم للسماء بكل فرح , تسلم الامانة لصاحب الامانة,
هل يا أبى سنكون مثل الابن الاكبر لا نفرح بعودة اخينا,
اول مرة اسمع هذا الامر ان الكنيسة لا تفرح باولادها المنتقلين لانهم كانوا خطاة , هل الكنيسة تميز بين اولادها , للاسف هذه الروح انتشرت فى الكنيسة هذه الايام أصبحنا نميز بين اولاد اللـه
ده دكتور ده مهندس بس ده دبلوم,
ده غنى و ده متوسط الحال و ده فقير,
ده اجتماعى و ده نشيط و ده مخه على قده ,
ده راجل بار ده قديس بس ده للاسف كان خاطىء ,
صارت الامور التى ربما لا دخل للانسان بها او اخطاءه الخاصة للتمييز بين الاخوة, اصبح لكن واحد شلته الخاصة و محبيه و مريديه , و تناسى الرعاة الوصية التى قيلت له فى رسامته , لا تحابى و لا يكون لك جماعة خاصة, و الاخطر و لا ترفض تائبا عاد للكنيسة
4- "نحن رعاياك يامولانا",
تناسى الراعى تلك الوصية لاترفض خاطئا تاب و عاد, حكم راعينا على نيات البشر و قال نترك الامر للـه ,
الرب يسوع هو الديان العادل لكل البشر و لكن دور الكنيسة التى نحن أعضاء بها , قبول كل إنسان يرجع للرب , دور الكنيسة ان تعطيه الحل للغفران و ليس للدينونة ,
فمهما فعل ذلك الانسان فهو من رعاياك يا مولانا التى سيطلب اللـه من يدك دمهم,
كل خاطىء تاب و لم تقبله سيطلب اللـه من يدك دمه ,
كل خاطىء لم يتب و لم تنذره او تسأل عنه و تركته يتعفن فى سجون خطاياه سيطلب اللـه من يدك دمه ,
كل جائع يبحث عن ما يأكله و لم تعطيه سيطلب اللـه من يدك دمه ,
كل عطشان يبحث عن ما يروى عطشه و لم تسقيه سيطلب اللـه من يدك دمه ,
كل إنسان بلا ماؤى و لا شى يستره و لم تستره سيطلب اللـه من يدك دمه ,
كل إنسان مريض و لم تسأل عنه سيطلب اللـه من يدك دمه ,
كل مسجون لم تزوره او تحاول زيارته او تسأل عنه سيطلب اللـه من يدك دمه,
السماء تفرح بخاطىء واحد يتوب اكثر من تسعة و تسعين بارا لا يحتاجون للتوبة , و من سقى احد هولاء الاصاغر كأس ماء بارد لا يضيع أجره, الراعى الصالح يبحث عن الخروف الذى ضل بارادته او بدون ارادته ,
كل هولاء رعاياك يا مولاى و سيطلب اللـه من يدك دمهم و لن ينفع ان تتحجج انهم ليسوا من منطقتك او انك لا تحبهم فما داموا فى طريقك فمن يدك سيطلب اللـه دمهم ,
اطرد يا خادم المسيح روح التحزب و الشللية , الكل هم أخوتك , افرح لافراحهم و تألم لالامهم ,
لا تقسم جسد المسيح لاهداف خاصة, لان اللـه سيطلب من يدك دم كل إنسان دخل فى حياتك و لم تقدم له كأس ماء بارد