بسم الآب والأبن والروح القدس
إله واحد
أمين
مقدمة
سوى " الشعب الغريب " لم أستطع أن أنشرها كما وجدت لأسباب كثيرة, لذلك قمت بإعادة صياغتها مع وضع العناوين وإضافة بعض المعلومات للتوضيح تبدأ قصة هذه الرواية مصادفة أو ربما فى ملىء الزمان لتظهر .
عندما كنت فى الصعيد العام الماضى ازيارة أقاربى ولرؤية منزل العائلة الجديد فقد قاموا بهدم المنزل القديم الذى كان عمره يتعدى المائة عام لبناء آخر به كل وسائل الراحة الحديثة , فعرضوا علىّ صندوق قديم عثروا عليه مدفونا فى أحد الأركان, وبعد أن فتحوه لم يجدوا سوى أوراق ومخطوطات باللغة القبطية وأيضا العربية وكالعادة لم يبلغوا الأثار وإنتظروا مجىّ ليعرفوا رأيىّ بصفتى متخصصا فى الأثار واللغات القديمة
وعندما رأيتها أندهشت وزادت دهشتى بعد أن قرأتها , كان بالصندوق بعض الأوراق باللغة القبظية باللهجة الصعيدية وكانت أغلبها مهترىء وتصعب قراءة الكثير منها و الأغلبية باللغة العربية بها ترجمة لكل النصوص القبطية مع كتابات آخرى إضافية وبعد قراءتها إمتلىء عقلى بالكثير من التساؤلات والأفكار , فقد قرأت ما كتبه أجدادى عن هذا الشعب الغريب وكيف نظروا إليه وعرفت أيضا قصة هذا الصندوق , ثم قمت بنقل نسخة من هذه النصوص وقررت أن أودع هذا الصندوق فى متحف المطرانية وعرضت الآمر على سيدنا فوافق على الفور بعد أن قرأ ما نقلته وعرف مدى أهمية هذه الأوراق وضرورة الحفاظ عليها وأصانى بضرورة نشرها
وقد قمت بإعادة صياغتها كما أشرت سابقا بلغة حديثة مفهومة لنا فى هذا العصر و أعتذر عن آى إخطاء تجدونها أو أسلوب غير أدبى فأنا لست بكاتب وربما لا أجيد التعبير جيدا , وحاولت ترتيب هذه الأوراق بقدر إستطاعتى , لأننى وجدت هذه الأوراق بدون ترتيب زمنى وعرضتها على الكثير ممن أثق فى قدراتهم العلمية ولديهم الخبرة فى هذه الأمور ومنهم صديقى العزيز فى أمريكا الذى أمدنى بالكثير من المعلومات والذى إكتشفت أيضا أن له علاقة فى هذه الأحداث ستعرفونها من خلال الأحداث
ثم قررت أنه قد آن الآوان كما رأى الأب ثيؤن لكى تظهر هذه الأوراق للجميع فهاهى آمامكم مع صياغة جديدة وبعض الإضافات للتوضيح , وهى تحكى كيف رأى أجدادنا هذا الشعب وتعايش معه حتى صرنا فيما نحن فيه الآن , أتمنى أن يستفيد ويتعلم منها كل من يقرأها وأنا فى إنتظار ملاحظاتكم وأراؤكم
*****************************************************
البداية
بسم الآب والأبن والروح القدس أمين
فإقترح الأب إبيفانيوس أمرا وافقنا عليه جميعا و هو ضرورة الحفاظ عليها للأجيال القادمة وأن نقم أيضا بكتابة كل مارأيناه وسمعناه ممن سبقونا عن هذا الشعب منذ أن إستولى على بلادنا إلى الآن ولكن دون أن نعلن عن ذلك حتى لا يصيب الدير آى خطر , وأن نوصى أولادنا أن يحافظوا عليها ومن يستطيع أن يضيف إليها فليفعل
وتناقشنا كيف نتمم هذا الأمر وأقترح الأباء أسماء من كتبوا عن هذا الأمر وكيف يمكن الحصول على ماكتبوه
وأرسلت بعد أيام قليلة بعض الأباء إلى جهات متعددة للحصول على هذه الكتابات ومقابلة بعض الأباء وكتابة أرائهم وأن يعودوا بعد نسخ هذه الكتابات
وقد ذهبت بنفسى للجنوب حيث توجد قبيلة من أصحاب الهراطقة تسكن هناك وقد أتت من بلاد هذا الشعب الغريب منذ فترة قبل إستيلاؤهم على البلاد وقد تقابلت معهم أثناء تجوالى هناك فى فترة خراب الدير وقد عرفت منهم الكثير الرب يعين شعبه
وقد عاد الأباء بعد فترة ومعهم الكثير من الكتابات وقام الأباء النساخ بإعادة نسخهم مرة أخرى بعناية لتبقى على مدى الزمن وقمنا بحفظها فى صندوق صنعناه خصيصا لها
وأوصيت أبائى وأخوتى مرة آخرى أن يحافظوا عليها بسلام ويسلموها من جيل إلى جيل و أن يحافظوا على السر إلى أن يأتى زمانها ومن يقدر أن يزيد عليها فليفعل لتعرف الأجيال القادمة قصة هذا الشعب الغريب وكيف صارت الأمور هكذا
وليكن هذا الأمر مختوما إلى أن يجىء ملء الزمان
يا إله القديس أبراهام إرحم خادمك كاتب هذه السطور ثيؤن
كتبت فى عام 420 منذ دقلديانوس وبعد 66 عام منذ إستيلاء الشعب الغريب على البلد
أمين أمين
____________________
- مازالت خرائب دير الأنبا أبراهام موجودة حتى الأن
- كتبت فى بداية العصر الأموى كما هو مذكور حين قام الأباء بإعادة تعمير الدير مرة آخرى
- كيف وصل الصندوق لمنزل عائلتى فهذه قصة طويلة ستأتى لاحقا
*********************************************