ظلمونى الناس ظلمونى :
شهر كيهك
يتميز شهر كيهك بتسابيحه و بالاكثر بمدائح العذراء مريم , التى يتواكب دائما معها اصوات بضرورة تعديل الفاظ بعض تلك المدائح و مراجعتها و تنشط الاقلام فى شطب و تعديل تلك الالفاظو فى نفس الوقت تزداد الاتهامات الموجهة لتلك المدائح بانها تراث شعبى عفى عليه الزمن , كتب فى اوقات تتميز بالجهل و عدم المعرفة الكنسية الصحيحة
و لكن .....
المدائح المكتوبة باللغة العربية فى الكنيسة القبطية هى تراث قبطى رائع متوارث , و هى الوريث العربى للابصاليات و القطع القبطية الملحنة مع اختلاف لغة التعبير
و هى تراث هائل يمتد منذ العصر الايوبى للعصر الحديث و ربما اقدم من ذلك و هى تحتاج لدراسة و تحقيق تاريخيا و عقائديا و لغويا لتتضح الصورة كاملة
و قد نشر فى الفترات الاخيرة الكثير من الدراسات حول التراث القبطى المكتوب باللغة العربية و بالاخص المرتل منه كالمدائح و اتمنى ان يتم عمل موسوعى لتلك المدائح
عند دراسة المدائح العربية لابد من التعامل معها بحكمة , توجد مدائح كتبها اباء بطاركة و اساقفة و كهنة و شمامسة على مستوى رائع من الحكمة و العلم و منها مدائح لاهوتية رائعة
و بعض المدائح تمثل تراثا شعبيا يميل بالاكثر للمفاهيم الشعبية و الفلكلور الشعبى و تحتاج للدراسة مع فهم صورة واضحة للزمن الذى كتبت فيه و حالة الاقباط وقتها
والقليل من المدائح بالتاكيد من كتبها لا يملك اى قدر من المعرفة اللاهوتية او الكتابية و ربما تأثرت يعوامل النساخة , لكن تحتاج للدراسة ايضا
لذلك يجب مراعاة امور مهمة عند دراسة المدائح العربية :
1- فهم العصر الذى كتبت فيه و حالة الاقباط العلمية و الفكرية2- عدم الحكم بمفاهيم القرن الحادى و العشرين على تلك النصوص
3- دراسة كل نص على حدة و عدم توجيه الاتهامات على العموم
مثال :
1- "خلصت أدم , بك نلنا الخلاص " , و غيرها من التعبيرات التى يرى الكثيرين انها تحتاج لمراجعة و تغييرها لـ " ابنك خلص أدم , بابنك نلنا الخلاص " و يتم مقارنة تلك المدائح بالنصوص القبطية كمثالو لكن ...
فى ثيؤطوكية الاحد كمثال نجد مايلى :
السلام لك يا مريم خلاص ابينا أدم
يا من لبست لباس السمائيين حتى سترت أدم بلباس النعمة
و رددته مرة اخرى الى الفردوس موضع الفرح و مسكن الصديقيين
نجد نفس الفكر متكرر , فكاتب المدائح العربية يردد نفس فكر الثيؤطوكيات !!!
لذلك نحتاج ان نفهم هذا الاسلوب و ماذا يقصد الاقباط من تلك الكلمات
لابد من الرجوع لكتابات الاباء و الميامر القديمة عن العذراء لنفهم وجهة نظرهم قبل اتهامهم بامور ربما هم بعيدين عنها كل البعد
( بالتاكيد ليست تلك الكتابات متاثرة ببدع الكاثوليك عن اشتراك العذراء فى الفداء و غيرها )
2- اصفر ياليمون احمر يا بلح مدحك يا مريم يجلب الفرح
استخدام تشبيهات متاثرة بالمجتمع القبطى الزراعى و غيره , شىء طبيعى و نوع من الادب المنتشر فى كل العالم
فسفر نشيد الاناشيد الكثير من تلك العبارات التى تصف العريس " السيد المسيح " و العروس " الكنيسة او العذراء مريم "
رغم ان هذا التعبير يتناسب بالاكثر مع صوم العذراء فى شهر أغسطس حيث يكثر الليمون و البلح فى تلك الفترة و حسب ما سمعت كان بعض الاقباط ينذر ان يسقى الزوار عصير الليمون الذى يفيد فى الحر مع توزيع البلح
و لكن هذا التعبير ربما يشير ببساطة الى فرحة القبطى الزارع برؤية تعبه يثمر و يلون الطبيعة
يرى المؤلف ان من يمدح العذراء مريم يفرح أيضا مثل الزارع الذى يفرح عندما يرى تعبه يثمر و يزدهر
تعبيرات ربما لايفهمها بعض ابناء المدن الذين لا يعرفون تلك المشاعر او بعض ابناء القرن الواحد و العشرين , لكنها تراث قبطى نابع من حياة الاقباط اليومية
و توجد أمثلة أخرى كثيرة
و للحديث بقية ...........
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق