الأربعاء، 19 ديسمبر 2018

ظلمونى الناس ظلمونى

ظلمونى الناس ظلمونى :

شهر كيهك 

يتميز شهر كيهك بتسابيحه و بالاكثر بمدائح العذراء مريم , التى يتواكب دائما معها اصوات بضرورة تعديل الفاظ بعض تلك المدائح و مراجعتها و تنشط الاقلام فى شطب و تعديل تلك الالفاظ 
و فى نفس الوقت تزداد الاتهامات الموجهة لتلك المدائح بانها تراث شعبى عفى عليه الزمن , كتب فى اوقات تتميز بالجهل و عدم المعرفة الكنسية الصحيحة 
و لكن .....
المدائح المكتوبة باللغة العربية فى الكنيسة القبطية هى تراث قبطى رائع متوارث , و هى الوريث العربى للابصاليات و القطع القبطية الملحنة مع اختلاف لغة التعبير 
و هى تراث هائل يمتد منذ العصر الايوبى للعصر الحديث و ربما اقدم من ذلك و هى تحتاج لدراسة و تحقيق تاريخيا و عقائديا و لغويا لتتضح الصورة كاملة 
و قد نشر فى الفترات الاخيرة الكثير من الدراسات حول التراث القبطى المكتوب باللغة العربية و بالاخص المرتل منه كالمدائح و اتمنى ان يتم عمل موسوعى لتلك المدائح 
عند دراسة المدائح العربية لابد من التعامل معها بحكمة , توجد مدائح كتبها اباء بطاركة و اساقفة و كهنة و شمامسة على مستوى رائع من الحكمة و العلم و منها مدائح لاهوتية رائعة 
و بعض المدائح تمثل تراثا شعبيا يميل بالاكثر للمفاهيم الشعبية و الفلكلور الشعبى و تحتاج للدراسة مع فهم صورة واضحة للزمن الذى كتبت فيه و حالة الاقباط وقتها 
والقليل من المدائح بالتاكيد من كتبها لا يملك اى قدر من المعرفة اللاهوتية او الكتابية و ربما تأثرت يعوامل النساخة , لكن تحتاج للدراسة ايضا 

لذلك يجب مراعاة امور مهمة عند دراسة المدائح العربية :

1- فهم العصر الذى كتبت فيه  و حالة الاقباط العلمية و الفكرية 
2- عدم الحكم بمفاهيم القرن الحادى و العشرين على تلك النصوص 
3- دراسة كل نص على حدة و عدم توجيه الاتهامات على العموم 

مثال :

1- "خلصت أدم , بك نلنا الخلاص " , و غيرها من التعبيرات التى يرى الكثيرين انها تحتاج لمراجعة و تغييرها لـ " ابنك خلص أدم , بابنك نلنا الخلاص " و يتم مقارنة تلك المدائح بالنصوص القبطية كمثال 
و لكن ...
فى ثيؤطوكية الاحد كمثال نجد مايلى :
السلام لك يا مريم خلاص ابينا أدم 
يا من لبست لباس السمائيين حتى سترت أدم بلباس النعمة 
و رددته مرة اخرى الى الفردوس موضع الفرح و مسكن الصديقيين   
نجد نفس الفكر متكرر , فكاتب المدائح العربية يردد نفس فكر الثيؤطوكيات !!!
لذلك نحتاج ان نفهم هذا الاسلوب و ماذا يقصد الاقباط من تلك الكلمات 
لابد من الرجوع لكتابات الاباء و الميامر القديمة عن العذراء لنفهم وجهة نظرهم قبل اتهامهم بامور ربما هم بعيدين عنها كل البعد 
( بالتاكيد ليست تلك الكتابات متاثرة ببدع الكاثوليك عن اشتراك العذراء فى الفداء و غيرها )

2- اصفر ياليمون احمر يا بلح مدحك يا مريم يجلب الفرح 
استخدام تشبيهات متاثرة بالمجتمع القبطى الزراعى و غيره , شىء طبيعى و نوع من الادب المنتشر فى كل العالم 
فسفر نشيد الاناشيد الكثير من تلك العبارات التى تصف العريس " السيد المسيح " و العروس " الكنيسة او العذراء مريم " 
رغم ان هذا التعبير يتناسب بالاكثر مع صوم العذراء فى شهر أغسطس حيث يكثر الليمون و البلح فى تلك الفترة و حسب ما سمعت كان بعض الاقباط ينذر ان يسقى الزوار عصير الليمون الذى يفيد فى الحر مع توزيع البلح 
و لكن هذا التعبير ربما يشير ببساطة الى فرحة القبطى الزارع برؤية تعبه يثمر و يلون الطبيعة
يرى المؤلف ان من يمدح العذراء مريم يفرح أيضا مثل الزارع الذى يفرح عندما يرى تعبه يثمر و يزدهر 
تعبيرات ربما لايفهمها بعض ابناء المدن الذين لا يعرفون تلك المشاعر او بعض ابناء القرن الواحد و العشرين , لكنها تراث قبطى نابع من حياة الاقباط اليومية 
و توجد أمثلة أخرى كثيرة 
و للحديث بقية ...........  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق