الأحد، 30 ديسمبر 2018

رسالة فى العام الجديد ( 3 )

رسالة فى العام الجديد ( 3 ) : ( لمن يفهم )

" لأننا به نحيا ونتحرك ونوجد. كما قال بعض شعرائكم أيضا: لأننا أيضا ذريته " أع 17 : 28
كلمات قالها بولس الرسول فى اريوس باغوس فى أثينا و هى كلمات للشاعر اليونانى ابيمينيدس الذي عاش في حوالي القرن السادس قبل الميلاد
و لكن تلك الكلمات صارت جزء من الكتاب المقدس و صارت ترنيمة فى افواه المسيحيين
لان تلك الكلمات على لسان بولس الرسول صارت خالدة و اخذت قوة جديدة لتعيش فى قلوب المسيحيين
«مصر ليس وطنا نعيش فيه إنما هى وطن يعيش فينا»
كلمات قالها البابا شنودة الثالث و هى ايضا كلمات شخص اخر هو مكرم عبيد و كان البابا شنودة من محبيه فى فترة ما من حياته
صارت تلك الكلمات خالدة و قوية و منحوتة فى قلوب المصريون لان البابا شنودة كان صورة حية لتلك الكلمات عاشها قبل ان يقولها
فوة الكلمة ليست فقط فى معناها بل احيانا كثيرة فى قائلها و اذا كانت خارجة من قلبه و كان يحيا بها قبل ان يعلم بها
فهل انت تعطى قوة للكلمات او تدارى ضعفك خلف كلمات براقة فارغة من الحياة
و احتر سايضا اذا كنت فى موضوع التعليم فلكلماتك قوة ربما لا تدركها تجعل الكثيرون يصدقونك و يسيرون وراءك
"لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين، وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ، ومميزة أفكار القلب ونياته " عب 4 : 12

السبت، 29 ديسمبر 2018

رسالة فى العام الجديد ( 2 )

رسالة فى العام الجديد ( 2 ) : ( لمن يفهم )

اصبح الكثيرون دارسين و نقاد لكل شىء يرونه امامهم
و يتناسون ان من اهم مبادىء دراسة التاريخ او التراث الشعبى مراعاة الفارق الزمنى
فليس من اللائق ان نحكم على ما كتب من مئات السنوات بعقلية القرن الواحد و العشرين
لابد من مراعاة العصر الذى كانوا يعيشون فيه و ظروفهم الاجتماعية و العلمية
كذلك ليس من اللائق ايضا ان يتم اتهامهم جميعا بالجهل والسذاجة فاجدادنا كانوا على قدر كبير من المعرفة و العلم و الحكمة بالنسبة لعصرهم
كل ما كتب يحتوى على فكر و هو تعبير عن مفاهيم حياتهم الايمانية و الاجتماعية
عندما تدرس التاريخ و التراث ابحث عن الانسان المختفى بين سطور تلك الكلمات
و لكن للاسف دخل ذلك الفكر فى ايماننا و كتابنا المقدس و ليس فقط تاريخنا
و اصبحنا نضع الكتاب المقدس تحت عقولنا لنفحصه لكى ننقده و ليس لكى نفهمه
و نضع ايمان و طقوس كنيستنا ايضا تحت الفحص للنقد و ليس للاستفادة
و كان الافضل ان نضعهم فوق رؤوسنا لكى نفهمهم لنستفيد و ليكن ايماننا مبنى على فهم صحيح حقيقى
" إني أشكر الله الذي أعبده من أجدادي بضمير طاهر، كما أذكرك بلا انقطاع في طلباتي ليلا ونهارا " 2تى 1 : 3

رسالة فى العام الجديد ( 1 )

رسالة فى العام الجديد ( 1 ) : ( لمن يفهم )

اتخذ البعض منابر فيسبوكية و غيرها كمكان لبث افكارهم الخاصة و ارائهم
ربما هم صنعوها بانفسهم او كانوا اعضاء بها و ائتمنهم من بها عليها
فمن الحكمة والمحبة عدم الدخول فى جدال معهم فى منابرهم او محاولة نشر افكار اخرى تخالف رايهم او لا يتفقون معها
وايضا ليس من اللائق ان نتحمل اخطاء الاخرين
فاذا لم تكن منابرهم بل اؤتمنوا عليها فالمسئولية تقع على اصحاب تلك المنابر التى تركوها لهم و لاعضاء تلك الجروبات الذين يكتفون بالتعلم من هؤلاء فقط دون البحث عن الحقيقة و يريدون ان يكونوا تلاميذ هؤلاء
اما اذا كانت منابرهم فاللوم يقع على من ينضم لها و يتبع هؤلاء ان البحث عن الحقيقة فى كل مكان
هؤلاء الذين يجذبون الاخرين ليكونوا تلاميذ لهم لينشروا افكارهم , لن يقبلوا باى صورة وجود رأى اخر مخالف لهم
فلنتركهم بسلام
ليكن عاما سعيدا على الكل
" كممسك أذني كلب، هكذا من يعبر ويتعرض لمشاجرة لا تعنيه " أم 26 : 17

الخميس، 20 ديسمبر 2018

الكنيسة و قيصر

الكنيسة و قيصر :

كنت اتمنى ان اكتب هذا الموضوع يوما ما و لكن تاريخ الكنيسة القبطية متميز

- فى الكتاب المقدس اسس ثابتة فى تعامل الكنيسة مع الدولة , التزمت الكنيسة القبطية فى اكثر فتراتها بتلك الاسس و خالفت بعضها احيانا
- لكن لا يمكن وضع قواعد ثابتة للتعامل لاختلاف اسلوب حكم مصر و لاختلاف الاشخاص فلكل عصر اسلوبه و شخصياته
- لابد من دراسة كل عصر بذاته فى ضوء الاسس الكتابية للتعامل مع الدولة , من يحدد اسلوب التعامل هو نظام الحكم و كيف ينظر للكنيسة
- طوال تاريخها لم تتخلى الكنيسة عن دورها فى حماية اولادها و رعايتهم , لم تنحنى للدولة و تطلب حمايتها او حماية الاخرين و تضرب لهم الميطانيات
- كانت تثق فى يد الرب يسوع هى تحميها
فى تاريخ الكنيسة امثلة كثيرة لتلك الامور, ربما نحكى بعضها يوما ما

و للحديث بقية ............

 

الأربعاء، 19 ديسمبر 2018

ظلمونى الناس ظلمونى

ظلمونى الناس ظلمونى :

شهر كيهك 

يتميز شهر كيهك بتسابيحه و بالاكثر بمدائح العذراء مريم , التى يتواكب دائما معها اصوات بضرورة تعديل الفاظ بعض تلك المدائح و مراجعتها و تنشط الاقلام فى شطب و تعديل تلك الالفاظ 
و فى نفس الوقت تزداد الاتهامات الموجهة لتلك المدائح بانها تراث شعبى عفى عليه الزمن , كتب فى اوقات تتميز بالجهل و عدم المعرفة الكنسية الصحيحة 
و لكن .....
المدائح المكتوبة باللغة العربية فى الكنيسة القبطية هى تراث قبطى رائع متوارث , و هى الوريث العربى للابصاليات و القطع القبطية الملحنة مع اختلاف لغة التعبير 
و هى تراث هائل يمتد منذ العصر الايوبى للعصر الحديث و ربما اقدم من ذلك و هى تحتاج لدراسة و تحقيق تاريخيا و عقائديا و لغويا لتتضح الصورة كاملة 
و قد نشر فى الفترات الاخيرة الكثير من الدراسات حول التراث القبطى المكتوب باللغة العربية و بالاخص المرتل منه كالمدائح و اتمنى ان يتم عمل موسوعى لتلك المدائح 
عند دراسة المدائح العربية لابد من التعامل معها بحكمة , توجد مدائح كتبها اباء بطاركة و اساقفة و كهنة و شمامسة على مستوى رائع من الحكمة و العلم و منها مدائح لاهوتية رائعة 
و بعض المدائح تمثل تراثا شعبيا يميل بالاكثر للمفاهيم الشعبية و الفلكلور الشعبى و تحتاج للدراسة مع فهم صورة واضحة للزمن الذى كتبت فيه و حالة الاقباط وقتها 
والقليل من المدائح بالتاكيد من كتبها لا يملك اى قدر من المعرفة اللاهوتية او الكتابية و ربما تأثرت يعوامل النساخة , لكن تحتاج للدراسة ايضا 

لذلك يجب مراعاة امور مهمة عند دراسة المدائح العربية :

1- فهم العصر الذى كتبت فيه  و حالة الاقباط العلمية و الفكرية 
2- عدم الحكم بمفاهيم القرن الحادى و العشرين على تلك النصوص 
3- دراسة كل نص على حدة و عدم توجيه الاتهامات على العموم 

مثال :

1- "خلصت أدم , بك نلنا الخلاص " , و غيرها من التعبيرات التى يرى الكثيرين انها تحتاج لمراجعة و تغييرها لـ " ابنك خلص أدم , بابنك نلنا الخلاص " و يتم مقارنة تلك المدائح بالنصوص القبطية كمثال 
و لكن ...
فى ثيؤطوكية الاحد كمثال نجد مايلى :
السلام لك يا مريم خلاص ابينا أدم 
يا من لبست لباس السمائيين حتى سترت أدم بلباس النعمة 
و رددته مرة اخرى الى الفردوس موضع الفرح و مسكن الصديقيين   
نجد نفس الفكر متكرر , فكاتب المدائح العربية يردد نفس فكر الثيؤطوكيات !!!
لذلك نحتاج ان نفهم هذا الاسلوب و ماذا يقصد الاقباط من تلك الكلمات 
لابد من الرجوع لكتابات الاباء و الميامر القديمة عن العذراء لنفهم وجهة نظرهم قبل اتهامهم بامور ربما هم بعيدين عنها كل البعد 
( بالتاكيد ليست تلك الكتابات متاثرة ببدع الكاثوليك عن اشتراك العذراء فى الفداء و غيرها )

2- اصفر ياليمون احمر يا بلح مدحك يا مريم يجلب الفرح 
استخدام تشبيهات متاثرة بالمجتمع القبطى الزراعى و غيره , شىء طبيعى و نوع من الادب المنتشر فى كل العالم 
فسفر نشيد الاناشيد الكثير من تلك العبارات التى تصف العريس " السيد المسيح " و العروس " الكنيسة او العذراء مريم " 
رغم ان هذا التعبير يتناسب بالاكثر مع صوم العذراء فى شهر أغسطس حيث يكثر الليمون و البلح فى تلك الفترة و حسب ما سمعت كان بعض الاقباط ينذر ان يسقى الزوار عصير الليمون الذى يفيد فى الحر مع توزيع البلح 
و لكن هذا التعبير ربما يشير ببساطة الى فرحة القبطى الزارع برؤية تعبه يثمر و يلون الطبيعة
يرى المؤلف ان من يمدح العذراء مريم يفرح أيضا مثل الزارع الذى يفرح عندما يرى تعبه يثمر و يزدهر 
تعبيرات ربما لايفهمها بعض ابناء المدن الذين لا يعرفون تلك المشاعر او بعض ابناء القرن الواحد و العشرين , لكنها تراث قبطى نابع من حياة الاقباط اليومية 
و توجد أمثلة أخرى كثيرة 
و للحديث بقية ...........  

مجرد ملاحظة

مجرد ملاحظة :

" فلنطلب باسم ربنا يسوع كوصايا العظيم انبا انطونيوس
و نسأل صلاح الآب أن يرسل لنا نار الروح القدس
لتحرق العداوة المطروحة فى نفوسنا و يطهرنا هيكلا لروح قدسه "
تعليم الانبا انطونيوس المذكور فى رسائله يوضح نتائج التجسد و هو تعليم القديس اثناسيوس الرسولى ايضا فى تجسد الكلمة
و فهمنا الصحيح لتلك الامور يزيل الكثير من اللبس الحاصل حاليا

عمل الفداء فينا :

1- يزيل العداوة المطروحة فى نفوسنا
2- يطهرنا هيكلا لروح قدسه


للحديث بقية ..............

مجرد فكرة

مجرد فكرة :

الاريوسية :

بدعة ظهرت فى القرن الرابع و تصدى لها الاباء , و انعقد بسببها مجمع نيقية 325م و لكن استمر الصراع ضدها لفترات طويلة و لم تنتهى
كتب عنها الكتاب المسلمون و و اتخذوه مثالا لما يؤمنون به
و عادت للظهور فى العصور الوسطى فى اوربا و ربما مستمرة حتى الان فى صور بدع حديثة
"أنكر أريوس ألوهية السيد المسيح فاعتبر أن اللوغوس إله، ولكنه إله مخلوق وليس من جوهر الآب"
هذا تبسيط لفكر اريوس وعقيدته

و لكن ....

الفكر الاريوسى اكثر من ذلك بكثير و تطور على يد خلفاء اريوس و و بنيت على تلك الفكرة الاساسية امور كثيرة تهدم سر الخلاص و الفداء
و للاسف ظهرت تلك الافكار " الاريوسية الحديثة " كما يطلق عليها و انتشرت حاليا و اخذت شكلا ارثوذكسيا تغلل داخل الكنيسة
و للاسف ايضا تغللت معها النسطورية و البيلاجية الحديثة
للحديث بقية ........