قصيدة أبى شادوف
تصف حال الفلاح المصرى فى العصر العثمانى , ونوعية المأكولات المصرية فى ذلك العصر وكيف كان الفلاح محروما منها
| يقول أبو شادوف من عظم ما شكى | | من القمل جسمه مايضال نحيف |
| أنا القمل والصبيان فى طوق جبتى | | شبه النخالة يجرفوه جريف |
| ولا ضرنى إلا إبن عمى محيلبة | | يوم تجى الوجبة على يحيف |
| وأيشم منه إبن أخوه خنافر | | يقرط على بيضى يخليه ليف |
| ومن نزلة الكشاف شابت عوارضى | | وصار لقلبى لوعة ورجيف |
| ويوم يجى الديوان تبطل مفاصلى | | وأهر على روحى من التخويف |
| وأهرب حدا النسوان والتف بالعبا | | ويبقى ضراطى شبه طبل عنيف |
| ويادوب عمرى فى الخراج وهمه | | تقضى ولا لى فى الحصاد سعيف |
| ويوم تجىء العونة على الناس فى البلد | | تخبينى فى الفرن أم وطيف |
| ولا هدنى من بعد هاد , وهاده | | سوى الكشك لما يستحق عريف |
| ولا شاقنى إلا المدمس وريحتو | | علا من جتو جففه بنص رغيف |
| علا من رأى البيسار فى الجرن جالوا | | ويدعس ولو كان بالقلنج ضعيف |
| على من قشع جفنة بليلة ملانه | | ولو كانت بلا قلقاس يا دنديف |
| على من جتو قصعة وهو بيحرت | | ويقعد يجرف للحنك تجريف |
| على من دعس بالعزم فى المش بالبصل | | ولو كان بالسكرات كان ضريف |
| على من شرب متردملان مطنير | | من اللبن الحامض يرف رفيف |
| على من جاتوا أم الخلول لدارو | | ويعزم على أهل البلد ويضيف |
| أنا إن شفت عندى , يوم طاجن مشكشك | | فهداك يوم البسط والتقصيف |
| متى أنضر الخبز فى الدار عندنا | | وأندف منها بالعويش نديف |
| متى أنضر الفول المشوى بفرننا | | ولفو يقشروا والعروق لفيف |
| متى أنضر أن طحن الطحين وجبتو | | وبطط لى منه فطير رهيف |
| أيا مطيب الجليان والعدس إذا إستوى | | وشرش بصل حولو وميت رغيف |
| يا محسن الخبز المقمر على الندء | | فوقو من السرسوب حلب نضيف |
| على من ملا قحفو جبينه طربه | | وراح ورا الجاموس يرعى النيف |
| على من قشع لقانة أموملانه | | من الهيطلية اللى لها ترصيف |
| وأقعد لها بالعزم فى رايق الضحى | | وأسحب لها مصبوبة أم وطيف |
| ألا يا ترى إشحال اللبن بعد غلوه | | ولو كان بالخبز السخين رديف |
| ألا يا ترى إشحال مفروكة اللبن | | على زلطها قلبى يرف رفيف |
| أنا إن شفت لقانة إبن عمى مخيمر | | ملانة من التفتيف ملو طفيف |
| قشرته جميعه ماتركت بقيته | | لغيرى ولا عندى بدا توقيف |
| أنا خاطرى أكلت فسيخ على النده | | أضال عليها باكيا وأسيف |
| على من نضر فى فرن دار وطوجن | | زغاليل من برج بن أبو شنيف |
| وفطر فطاير من طحين إبن عمه | | ويقعد لها قعدة غلام خسيف |
| على من نضر طاجن سمك فى فرينه | | ولو كان يا إخوانى بلا تنضيف |
| على من رأى فى التل كرش ملقح | | ومن فوقه الدبان يعف عفيف |
| دنا إن شفته خدتو بحالو سلقتو | | وكلتو بتلفوا ما أرى تقنيف |
| أنا إن عشت لا روح المدينة وأشبع | | كروش ولو أنى أموت كفيف |
| وأخذ من غزل العجوز و أبيعو | | وأكل بحقو يا إبن بنت عريف |
| وأسرق من الجامع زرابين عدة | | وأكل بها من شهوتى فى الريف |
| وأشبع من الترمس وأكل مقيلى | | وألفوا بقشرو ما أرى توقيف |
| وأخذ لى لبدة وكرمشنير | | وأنزل كما كلب إبن أبو جفنيف |
| ويجلس بجنبى إبن جرو وكل خره | | وإبن كل الصك النضيف وضيف |
| وإبن فسا التيران وإبن خرا الحسه | | وقلوط الزبلة وإبن كنيف |
| وأختم قصيدى بالصلاة على النبى | | نبى عربى مكى شريف عفيف |
- من كتاب " هز القحوف فى شرح قصيد أبى شادوف " يوسف بن محمد بن عبد الجواد بن خضر الشربينى
- نشرت فى كتاب " فصول من تاريخ مصر الإقتصادى والإجتماعى فى العصر العثمانى " د. عبد الرحيم عبد الرحمن عبد الرحيم , سلسلة تاريخ المصريين ( 38 ) 1990م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق