الأربعاء، 18 يناير 2012

من أجمل ما قرأت

 قصيدة أبى شادوف
تصف حال الفلاح المصرى فى العصر العثمانى , ونوعية المأكولات المصرية فى ذلك العصر وكيف كان الفلاح محروما منها

يقول أبو شادوف من عظم ما شكى

من القمل جسمه مايضال نحيف
أنا القمل والصبيان فى طوق جبتى

شبه النخالة يجرفوه جريف
ولا ضرنى إلا إبن عمى محيلبة

يوم تجى الوجبة على يحيف
وأيشم منه إبن أخوه خنافر

يقرط على بيضى يخليه ليف
ومن نزلة الكشاف شابت عوارضى

وصار لقلبى لوعة ورجيف
ويوم يجى الديوان تبطل مفاصلى

وأهر على روحى من التخويف
وأهرب حدا النسوان والتف بالعبا

ويبقى ضراطى شبه طبل عنيف
ويادوب عمرى فى الخراج وهمه

تقضى ولا لى فى الحصاد سعيف
ويوم تجىء العونة على الناس فى البلد

تخبينى فى الفرن أم وطيف
ولا هدنى من بعد هاد , وهاده

سوى الكشك لما يستحق عريف
ولا شاقنى إلا المدمس وريحتو

علا من جتو جففه بنص رغيف
علا من رأى البيسار فى الجرن جالوا

ويدعس ولو كان  بالقلنج ضعيف
على من قشع جفنة بليلة ملانه

ولو كانت بلا قلقاس يا دنديف
على من جتو قصعة وهو بيحرت

ويقعد يجرف للحنك تجريف
على من دعس بالعزم فى المش بالبصل

ولو كان بالسكرات كان ضريف
على من شرب متردملان مطنير

من اللبن الحامض يرف رفيف
على من جاتوا أم الخلول لدارو

ويعزم على أهل البلد ويضيف
أنا إن شفت عندى , يوم طاجن مشكشك

فهداك يوم البسط والتقصيف
متى أنضر الخبز فى الدار عندنا

وأندف منها بالعويش نديف
متى أنضر الفول المشوى بفرننا

ولفو يقشروا والعروق لفيف
متى أنضر أن طحن الطحين وجبتو

وبطط لى منه فطير رهيف
أيا مطيب الجليان والعدس إذا إستوى

وشرش بصل حولو وميت رغيف
يا محسن الخبز المقمر على الندء

فوقو من السرسوب حلب نضيف
على من ملا قحفو جبينه طربه

وراح ورا الجاموس يرعى النيف
على من قشع لقانة أموملانه

من الهيطلية اللى لها ترصيف
وأقعد لها بالعزم فى رايق الضحى

وأسحب لها مصبوبة أم وطيف
ألا يا ترى إشحال اللبن بعد غلوه

ولو كان بالخبز السخين رديف
ألا يا ترى إشحال مفروكة اللبن

على زلطها قلبى يرف رفيف
أنا إن شفت لقانة إبن عمى مخيمر

ملانة من التفتيف ملو طفيف
قشرته جميعه ماتركت بقيته

لغيرى ولا عندى بدا توقيف
أنا خاطرى أكلت فسيخ على النده

أضال عليها باكيا وأسيف
على من نضر فى فرن دار وطوجن

زغاليل من برج بن أبو شنيف
وفطر فطاير من طحين إبن عمه

ويقعد لها قعدة غلام خسيف
على من نضر طاجن سمك فى فرينه

ولو كان يا إخوانى بلا تنضيف
على من رأى فى التل كرش ملقح

ومن فوقه الدبان يعف عفيف
دنا إن شفته خدتو بحالو سلقتو

وكلتو بتلفوا ما أرى تقنيف
أنا إن عشت لا روح المدينة وأشبع

كروش ولو أنى أموت كفيف
وأخذ من غزل العجوز و أبيعو

وأكل بحقو يا إبن بنت عريف
وأسرق من الجامع زرابين عدة

وأكل بها من شهوتى فى الريف
وأشبع من الترمس وأكل مقيلى

وألفوا بقشرو ما أرى توقيف
وأخذ لى لبدة وكرمشنير

وأنزل كما كلب إبن أبو جفنيف
ويجلس بجنبى إبن جرو وكل خره

وإبن كل الصك النضيف وضيف
وإبن فسا التيران وإبن خرا الحسه

وقلوط الزبلة وإبن كنيف
وأختم قصيدى بالصلاة على النبى

نبى عربى مكى شريف عفيف

- من كتاب " هز القحوف فى شرح قصيد أبى شادوف " يوسف بن محمد بن عبد الجواد بن خضر الشربينى
- نشرت فى كتاب " فصول من تاريخ مصر الإقتصادى والإجتماعى فى العصر العثمانى " د. عبد الرحيم عبد الرحمن عبد الرحيم , سلسلة تاريخ المصريين ( 38 ) 1990م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق