من أجمل ما قرأت (6 )
من تراث الأباء ( 5 ) :
من تراث الأباء ( 5 ) :
مكانة المرأة .. مقياس التحضر أو التاخر
- مكانة المرأة فى أى عصر من العصور , وفى أية دولة من الدول هى صورة لحالة ذلك العصر ...... ولمكانة تلك الدولة
- فمركز المرأة فى الدولة يعتبر مقياسا لرقيها وإنحطاطها , يرى فيه الباحث أدوار الرفعة والتدهور التى تقلبت فيها تلك الشعوب فى أوقات مختلفة , وأزمنة متفاوتة و ومدى علاقة المرأة بالتدهور والتقدم
- والمرأة هى نصف المجتمع , وكلما كان هذا النصف صالحا ... كان المجتمع كله صالحا
- ورقى المجتمع دليل رقى الأمة نفسها , وإرتفاع شأنها بين غيرها من الأمم , وكلما كانت حالتها الإجتماعية سيئة ... تدهورت فى مهاوى السقوط الأدبى , فالسقوط الفعلى , فما من أمة من أمم التاريخ , ممن كان لها حول وطول وسادت غيرها من مستصغر الأمم ومستضعف الشعوب , وفتحت أمامها أبواب المجد والرفعة و مارأينا أمة كهذه - سقطت من أوج عزها إلا وكان سوء حالتها الإجتماعية من أهم عوامل ذلك السقوط
- والمصريون القدماء من أقدم الأمم فى الحضارة والتقدم , أخذ عنهم اليونان وغيرهم من الشعوب , وإعترف لهم علماء التاريخ والأثار بعلو كعبهم فى المدنية التى كانوا عليها بينما كان العالم أجمع تقريبا غارقا فى بحار الجهل تائها فى فيافى الضلال
- ومركز المرأة عند قدماء المصريين كان متمشيا مع رقيها العظيم ومدنيتها الزاهرة , وكانت المرأة ذات مقام سام يحسدها عليه الشعوب الآخرى , وكان لها حظ وافر من الإحترام والمساواة , وفى الأسر الملكية الأولى كان مقامها لايقل عن مقام الرجل بل كانت إلى جواره جنبا إلى جنب على قدم المساواة و وكانت تتكتع بحرية كاملة فى حياتها لم تصل إليها فى الأمم الحديثة , وأن المرأة الأوربية الآن لتحسد جدتها الفرعونية وتتمنى لو بلغت مكانتها
- فالفتاة المصرية كانت كالفتى تتساوى معه فى المعاملة وفى الميراث , وكان لها حق توزيع تركة الأب على الورثة من أخواتها , وكانت للفتاة الحرية التامة فى إختيار الزوج الذى يصلح لها , وليس للأب أى تأثير عليها فى الإختيار
- والمرأة مع ماكانت من العقل والحزم كانت تشترط فى عقد الزواج الشروط التى تكفل لها السعادة والهناء فى مستقبلها مع زوجها وأولادها , والحرية المخولة لها فى تلك الأزمنة لم تبخل عليها بحق تحرير العقد بما فيه راحتها
- وحرية المرأة قديما إمتدت إلى عملها , فكانت حرة فى القيام بشؤونها , ولم تكن توكل زوجها فى القيام بأعمالها , بل كانت تعتمد على نفسها فى تدبير أموالها وثروتها ولم يكن للرجل أن يتسلط على أموالها واملاكها , بل ترك لها الحرية فى المعاملات
- وبقيت حالة المرأة كذلك إلى أيام بطليموس , إذ دخل القانون اليونانى البلاد , فكان له تأثير على عادات المصريين وشرائعهم , وإنحط مركز المرأة قليلا , وسلبت شيئا من حريتها التى كان معترفا لها بها من قبل
- ولما كان قانون الغالبين المستعمرين الذى سارت عليه البلاد لايرفع من شأن المرأة كقانون المصريين فقد إنحط مقامها قليلا
( من كتاب " الأدب الدينى " للأنبا غبريال أسقف دير الأنبا أنطونيوس , صدر سنة 1957م )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق