الثلاثاء، 22 فبراير 2011

قصة الشعب الغريب ( 5 )

قصة الشعب الغريب
الباب الخامس : لقطات

إنتصار الشعب
- دخل الشاب فرحا عند والده وهو يصرخ قد عزلناه قد عزلنا الوالى العثمانى يا أبى ومعه كل ا؟لأمراء الفاسدين من المماليك والعثمانيون 
- فرح الأب بعودة إبنه من القاهرة وسأله كيف فعلتم هذا ياإبنى ؟
- لقد تجمعنا فى الشوارع والميادين وعند القصر مسلمين وأقباط لنطلب عزله وإيقاف الظلم والفساد وقد نجحنا وتولى قادة الجند السلطة حتى يعين والى جديد لبلادنا 
- ولكن هل قضيتم على الظلم والفساد ؟ - نعم يا أبى
- كيف يا إبنى ومازال المماليك يتحكمون فى حياتنا حتى الآن ! , عمدة القرية و قائد الجند وجابى الجزية
- هل قضيتم على الفساد فى حكام الأقاليم ؟ - لا
- هل قضيتم على الفساد فى حكام المدن ؟ - لا
- هل قضيتم على الفساد فى القرى ماعدا قريتنا ؟ - لا
- لا يمكن القضاء على الفساد مرة واحدة يا أبى نحتاج لوقت
- أعرف يا إبنى المشكلة ليست فى أشخاص فقط , بل مشكلة نظام فاسد منذ زمن ومشكلة شعب , ندفع لكى ننال حقوقنا , لم نعترض يوما على الظلم , صار ذلك من طباعنا , ونحتاج للوقت لكى نتغير 
- لكن بالتأكيد هناك من بقى فى ميدان المعركة ليتابع تحقيق الآمال الباقية ؟
- لا يا أبى قد عدنا كلنا لبيوتنا 
- كيف وأنا أسمع أن ميدان المعركة ممتلىء وأن هناك من يتفاوضون على حقوق الشعب الضائعة , لماذا لستم معهم ؟
- لايوجد أحد يتفاوض , لقد تركنا الميدان ونتابع عن بعد ما يحدث , ربما تقصد أتباع المشايخ , أنهم رجال طيبون لايسعون للسلطة بل يريدون تحقيق العدل والمساواة 
- هل صدقتموهم ! أن لهم تاريخ واضح , ربما لا يسعون للسلطة بصورة مباشرة , وهذا أسلوبهم على مدار التاريخ , ولكنهم يريدون أن يكونوا متحكمين فى من هو فى السلطة كما حدث سابقا , الحاكم يخشاهم وينفذ مطالبهم وهم يعطونه شرعية السلطة ويثبتون سلطته على الشعب المغلوب على أمره بإسم الدين , والخوف أن يفرضوا علينا شرائعهم كما حدث فى السابق 
- لا تخشى يا أبى هذا الأمر و لن يحدث فكثير من أصدقائنا المسلمين لايؤيدون ذلك نحن الأقوى
- لا يا إبنى , عندما يرفع سيف الدين سيتخلى عنكم أقرب الأصدقاء , سيكونوا جميعا حلفاء ضد من يقف أمام الدين والشريعة , هم أول من ينادى بالحرية وثورة التغيير حتى يصلوا للكرسى , ثم يكونوا أول من يرفع المشانق للحريات هذا ماتعلمناه على مر الأيام ولاتنسى أنهم منذ فترة تحالفوا مع الوالى على إقتسام السلطات ثم إختلفوا بعد ذلك ولا أحد يعرف السبب , هؤلاء لايسعون إلا لمصلحتهم فقط 
- ومن سيختار الوالى الجديد ؟ - لا أعرف 
- قادة الجنود وهم معهم يتفاوضون الآن على نصيبهم من السلطة ومن سيأتى سيكون مديونا لهم 
- ومن هو قائدكم ؟ - ليس لنا قائد كنا مجموعات متفرقة يقودنا هدف واحد وقد تغيرت أهدافنا طوال هذه المدة 
- قد لاحظت ذلك ولكننى أعتقد أنه كان يوجد لكم قائد ربما لاترونه أو تعرفونه و شجعكم على الخروج , كان يعمل بينكم , يلقى بينكم بأفكاره ثم سيسرق تعبكم 
- ومن هو يا أبى ؟ هل هو أحد المماليك أو أحد المشايخ ؟ لا تخشى من هؤلاء يا أبى هذه أوهام 
- الرب يكشف مؤامرة الأشرار , ولكن هؤلاء وجودهم يحيرنى , يتعاملون معنا كأننا لا وجود لنا فى البلاد , مرة يقولون عمارة الكنائس من عمارة البلاد ماعدا تجديدها وبناء الجديد منها ! , ومرة أخرى يفتى أحدهم بأن هدم الكنائس واجب على كل والى وسلطان ولايجب مقاومة هذه الأمر 
- يتغيرون حسب مصالحهم , لاتعرف هل يفتون بمايحتاجه الوالى أو مايحتاجونه هم , هل يريدون تطبيق شريعتهم أم ما يناسب مصالحهم فقط , ماذا يريدون ؟
- لاتقلق يا أبى , سأخرج لأرى أصدقائى لنحتفل بالنصر 
- فصرخ الأب بحسرة : إبكى يابلادى قد أحسنت تربية أولادك الظالم والمظلوم , الكل يحتاج للإصلاح , واحسرتاه لايوجد من ينظر للمستقبل الكل ينظر تحت قدميه الرب يرحمنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق