خواطر قبطية ( 6 )
صندوق باندورا
لقد إنفتح صندوق باندورا منذ فترة وإبتدأ ظهور ما بداخله !
كثيرا ما تسألت لماذا لم يسقط العراق بعد غزو الكويت ولماذوا إنتظروا حتى الألفية الجديدة ؟
حتى يكتمل ما بداخل الصندوق , ففى خلال هذه الفترة تطورت وسائل الإتصال والإنترنيت والفضائيات , ومع وجود بعض الحرية بدأت فى الظهور والإستعداد للأيام القادمة
لقد إنفتح الباب من الشرق ظهور الشيعة وكل طوائف المسلمين التى كنا نسمع عنها فقط
ورغم مايقال أنه لا خلاف عقيدى بينهم وبين السنة لكن الصراع قادم بقوة , لأن الصراع لن يقوم على أساس دينى بل تحركه أهداف سياسية وتاريخية وهى أمور لا يمكن التغاضى عنها بكلمات فى الإعلام
وليحترس الأخوة المسلمين من هذا التيار القادم الذى إنتشر فى البلاد مع ملايين العراقيين المهاجرين وكثير منهم من الشيعة , وسيطلبون بعد فترة حرية التعليم وإقامة الصلاة حسب مذهبهم وبالتالى سيريدون مساجد وأماكن للتعليم, وكل هذا تحت بند حرية العقيدة وحرية اللاجئين فى ممارسه شعائرهم ولاننسى أن كثير من عادات المصريون الإسلامية هى شيعية الأصل وبجوارهم طوائف أخرى ربما لاتتفق مع السنة
ويلى ذلك باب أخر سيفتح من الغرب الإسلاميون الجدد وهو موضوع سنتحدث عنه لاحقا
ولن يكون المسيحيون بعيدا عن هذا الصراع فهذا الباب سيفتح لنا باب النساطرة الذين كانوا ينتظرون هذه الفرصة للظهور بعد مئات السنين من العزلة وسيأتون تحت نفس بند حرية العقيدة
وسيكون الآمر صعبا لأنهم سيجدون التأييد ليس من الغرب فقط بل من المسلمين أنفسهم سيقفون معهم لأنهم يرونهم يتفقون معهم أكثر ولهم علاقات تاريخية معهم قوية , والبداية كانت فى كتابات يوسف زيدان والحديث عن إختلاف المسيحيون فى طبيعة السيد المسيح الذى ظهر فى تلك الفترة
ونلقى نظرة على القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية التى لهؤلاء ةلاننسى أيضا مساندة الإسلاميون الجدد لهم أيضا مع الكثير من الطوائف الأمريكية التى تريد القضاء على الكنيسة القبطية وسيتفقون معهم لهذا الهدف
وهؤلاء لايهتمون بعنصر الوقت مهما طال الزمن طالما سيصلون لهدفهم فى النهاية
فهل تستعد الكنيسة لذلك من الآن
وصمة عار
حالة من الإستياء تعم المسيحيين بسبب محاكمة مجرمى نجع حمادى , رغم أنهم يعرفون ماسيحدث , ولكنهم كانوا يتمنون أن يصدر حكما سريعا ولكن هذا حلم بعيد المنال ولاننسى مذبحة الكشح 22 شهيدا ولم يحكم على آحد , كأنهم قتلوا بدون قاتل ولم يكن هناك مختل عقليا أو مسجل خطر
والحقيقة التى نعرفها جميعا أنه لايوجد قاضى فى مصر سيصدرحكما بالإعدام فى تلك القضية لأنه مخالف لشريعتهم
فمنذ فترة قرأت عن حكم صدر بعد 10 سنوات أو أكثر على أثنين مسجلين خطر قتلا أثنان من الجواهرجية المسيحيين بهدف سرقتهم أى قتل مع سرقة مع سبق الإصرار والترصد بماذا حكم عليهم 15,10 سنوات لماذا لأن الضحايا مسيحيين
ولكن لا تقلقوا سيحكم فى هذه القضية بالتأكيد , لماذا ؟ لأنه يوجد قتيل مسلم لن يضيع دمه هدر إلا إذا قبضت عائلته الثمن , لذلك أتوقع أن يكون الحكم كالتالى 15 سنة للمتهم الرئيسى و10و7 سنوات للأخرين ثم فىالإستئناف يخفف الحكم إلى 7-10 سنوات للمتهم الرئيسى و 3-5 سنوات للأخرين أو بالبراءة لأحدهم
أى عقوبة القتل الخطأ لأنه قتل صدفة أما متى سيصدر الحكم فهذا فى علم اللـه فهى ربما تنتظر قرار سياسى أو قرار دينى . أما ما قاله الرئيس بمحاسبة القتلة ومن ورائهم فهى أمنية ربما تتحقق بعد الإنتخابات القادمة ربما !!!
غباء فى غباء
أحد الإتهامات الموجهة للكنيسة " الإستعانة بالخارج " وقد أوضح قداسة الباب أنها كلمات بدون معنى وليس لها واقع عملى بل مجرد الإساءة للكنيسة
الكنيسة طوال تاريخها حافظت على العلاقة بينها وبين الحكومات المتتالية على مصر رغم سوء معاملتهم للأقباط فى أغلب الأحيان ولم تطلب يوما مساعدة خارجية من أحد " ملعون من يتكل على ذراع بشر " وهى تفهم التاريخ جيدا
فى عهد الباب خائيل طلب من ملك النوبة العودة مرة أخرى لبلاده رغم أنه قد إستولى على الصعيد بالكامل وكان البابا فى السجن بسبب طلب الأمويين لمبلغ كبير
ولا ننسى فى زيارة مندوب قيصر روسيا للبابا بطرس الجاولى لوضع الأقباط تحت حماية روسيا وموقف البابا الواضح برفض ذلك
ولكن من يسبب القلق بالمهجر ليسوا الأقباط بل حكومتنا الموقرة بأفعالها التى تسىء لسمعة مصر بالخط الهمايونى والمحاكمات الطويلة
وبالنسبة للغرب فنحن نعى الدرس جيدا فإذا كانت مصالحهم فى الشرق تتطلب القضاء على ملايين الأقباط اقاموا بذلك لأن مصلحتهم أولا
قيصر روسيا عندما جاء ليعرض الحماية كان ذلك ورقة ضغط فى صراعه مع الخلافة العثمانية حول سواحل البحر الأسود والمضايق والبلقان وليس لمصلحة الأقباط , ووقوف إنجلترا وفرنسا مع تركيا عندئذ لذلك السبب وتركوها تدبر المذابح للأرمن وقسموا الكراد فى الجنوب ولكن بعد سقوط الخلافة وقعوا إتفاقا لتهجير مليون ونصف من الروم الأرثوذكس من تركيا من مناطق البحر الأسود والمضايق حتى لا يكونوا شوكة فى تركيا لصالح روسيا ووطنوا المسلميين فى البلقان لتضعف حلفاء روسيا السلافيين , والآن يوافقون على إستقلال كوسوفو المسلميين ولا يوافقون على إستقلال إبخازيا وأوسيتيا المسيحيين لنفس الأسباب
ولاننسى أن من كان يشعل الفتنة فى مصر كان الإحتلال الإنجليزى ليضمن بقاءه فى مصر وكانوا يؤيدون ومازالوا الغزو البروتستانتى والكاثوليكى لمصر اضمان وجود حلفاء لهم
فهل تعتقدون أننا أغبياء لهذه الدرجة لكى نتكل على الغرب